هل نمثل الواقع أم نمثل فقط ؟

والله يا استاذ مصطفي الموضوع كبير وانت اتكلمت كلام في محله فعلا وده موضوع وعقده موجوده في مجتمعنا العربي وبشكل كبير جدا
يعني عندك مثلا العرب طول الوقت عيشين في وهم كبير اسمه امجاد ياعرب امجاد ويقولك اصل الحضاره العربيه هي الي علمت الغرب طيب جميل بس من كام سنه فاتت
العرب من اكثر من ١٠٠ سنه لم تقم لهم اي حضاره ولاتقدم ومن نزول الي نزول حتي وصلنا الي الصفر
طيب بلاش العرب خلينا في المصريين
يقولك اصل احنا ابناء الفراعنه والعراقه والاصاله
طيب فين دي اللغه الفرعونيه واحد فرنسي هو الي ترجمها
ده غير واقع الفلاح المصري مثلا يقولك اصل دي اخلاق القريه والقيم والاصاله والكرم
وتروح ياسيد اي بلد فلاحين تلاقي كل شيء تلوث وكله كان زمان ولا في كرم ولاغيره
واصبحت الحياه مثل المدينه وده طبعا بسبب المسلسلات والافلام والتمدن
بلاش دول كلهم شوف اي واحد يجلس امام التلفاز وانت تسمع العجب
قيم ايه واخلاق ايه ويقولك العيب الوحيد عندي اني طيب
ده كلام
الناس عيشه في الوهم والغريبه انهم متخيلين انه ده الواقع الحقيقي
وعندك الموظف المرتشي تلاقيه من الشغل للبيت ومن البت للجامع وفاكر انه من الاولياء الصالحين
ومعتبر ان الرشوه من حقه لان الحكومه حرميه
الامثال كتير وانا قلت اشارك ونكمل مع بعض تاني

فعلا مختار الاغراق في الماضي وامجاده اصابنا بالبلاهة الفكرية والسياسية فأصبحنا
شعوبا ذات ماضي مجيد ليس لنا فيه الا الحديث فقط والذكريات ولو ان ماضينا تعلنا منه
اكثر ما تكلمنا عنه لكنا اشخاص حقيقيون ، الموضوع متشعب وذو اركان عدة ومناطق
كثيرة في حياتنا ارجو ان نكمله سويا ومع اخواننا الاعضاء فمازال هناك الكثير مما نضيفه

ابرار
الانترنت مثل شريحة من حياتنا
ينطبق عليها ما ينطبق على معظم تصرفاتنا فيها ، انا ليس لدي القدرة ولا المسئولية
ان احكم على احد ما سواء هنا في المنتدى او خارجه ، انا مفروض ان اصدق كل ما يقال
حتى يثبت الواقع صدقه او نفيه ، وهذا ليس من صلاحياتي ابدا ولكني احاول ان اكون حقيقيا
مع نفسي واتكلم فقط بالاصالة عن نفسي ولست مخولا للحديث نيابة عن غيري الا اني
لا اشك لحظة في ان ما ينشر فيه الكثير من الحقيقة ، وانا اتخيل ذلك واحاول ان انشر
ما هو حقيقي ايضا ، حتى لا اقع تحت ما انكره ، المشكلة ابرار في ما نجده في الحديث
الشخصي عند اناس تتضخم عندهم صفة الانا سواء في احاديثهم أو فى محاولاتهم دائما
التفوق على غيرهم بسبب او بغيره ، ونحن عندما ننهي انفسنا على الحديث بذواتنا كثيرا
سوف نكون حقيقيين اكثر من الآن ، ولننظر الى غيرنا نظرة ايجابية اكثر ونفترض دائما
فيه الصدق وحسن النية ، الا اذا اثبتت لنا التجاري والايام عكس ذل: ، ولكن لايجب علينا
ان نحزن فيما اعتقدناه عن غيرنا حتى لو كان اعتقادنا ساذجا أو ان نعرف فيما بعد اننا
لم نفترش سوء النية عند الآخرين ، ولذلك استطيع ان اجزم لك انني اصدق كل ما يكتب
وكل ما يقال ليس هنا اي دافع في اعتقادي الى الكذب يكفي الناس كذبا في حياتهم العادية
حتى يستعينوا بالمنتدى وهم لايرون بعضهم البعض ان يكذبوا ايضا اعتقد انها مساحة
جميل وكبيرة للحقيقة يجب ان نحترمها ونتخذها على الأقل بعيدا عن الكذب الذي ملأ حياتنا
اما الذين يصرون على العيش بطريقة غير حقيقة هنا ايضا فهذه والله فرصة ضاعت عليهم
حتى يكونوا حقيقيون ولو لمرة واحده في حياتهم دون رقيب ولا خوف من اي سلطة قائمة
نكمل بقية الحديث باذن الله

كل انسان محتاج الى لحظات صدق بينه وبين نفسه نحن تعلمنا وتخرجنا وعملنا ونعيش في الحياة باكثر من وجه وعلامات استفهام كبيرة السؤال جميل ان نقوله لأنفسنا ولغيرنا هل هذه هي الحقيقة ام اننا نكذب واحيانا نتجمل كما يقولون ويخرج التجمل عن الصدق الى الكذب فنكذب على انفسنا اولا وعلى غيرنا ونضع انفسنا في اطارات كاطارات الصور المزركشة هي في الحقيقة اغلى بكثير من الصورة نفسها نحن تعودنا على ذلك استاذي على وضع انفسنا في اطار اكبر منا واغلى من قيمتنا ونرى ذلك كذبا ولكننا نفعله مثلما يفعله كل من حولنا لقد رأينا الناس يفعلون هذا ففعلنا مثلهم ونتوارث هذا من آبائنا وامهاتنا فنحن نراهم وضعوا انفسهم ايضا في هذه الاطارات الوهمية ونرى الناس معظمها يتحدثون عن انفسهم بطريقة توحي اليك انهم ملائكة ونتكلم بطريقة تشبة ما يقوله افلاطون في جمهوريته ولكننا اشخاص عاديين لا نملك من الحقيقة التي نخدع بها انفسنا الا القليل وعندما يأتي يوم نرى انفسنا على حقيقتها سنكون من افضل الناس

كلامك جميل مارياوينبع من شخصية متوازنة
ساكمل كلامي في الموضوع
تحقيقا للكلام الموزون وفي السياق نفسه ، فلقد تابعت حالتي الحقيقية ايام كويلة مررت فيها بعدة تجارب كنت احاول
ان اقلد مشية الطاووس حتى اكون مصدر اعجاب احيانا ، وحتى اكون مريح لمن اتعامل معهم ، وحتى لا ارهق اناس
احببتهم ، تعنيت الكثير من ذلك لكي اغير من حياتي ومن طباعي ، اكيد كل منا لديه طبائع غريبة احيانا وغير محمودة
احيان اخرى ، عملية تعديل النفس وتحويلها الى شئ اشبه بالمثالية شئ جميل في حياتنا واذا قدر اي منا على تطوير نفسه
فهذا سيكون اجمل بكثير من ان يترك نفسه على طبيعتها بحجة ان نكون حقيقيين ، صحيح ان التجمل شئ ليس حقيقي ولكنه
مطلوب احيانا للظهور بشئ من الاعتدال ، فمثلا الانسان العصبي والذي يثور دائما لأقل الاشياء يجب ان يتعود ومن جديد
على نوعية معينة من تمالك الاعصاب ، هذا ليس غير حقيقي ولكنه محاوله ، وهناك اشخاص متخصصون كانوا يشاركوني
في تعديل تلك الصفات التي احسست انها تقلق غيري وممن حولي وكثير ممن اعرفهم واحبائي ايضا ، صحيح انني قمت بدور
امريض النفسي احيانا طلبا للمساعده وتمددت على اسرتهم حتى يسمعوني ، وبالتأكيد انا اؤمن بالتخصص وكثيرا من الاحيان
كانت وجهات نظرهم سليمة جدا ، ولي صديق مثالي ويكون بجانبي دائما يشاركني معظم تصرفاتي ويعدل منها احيانا ولديه
الجميل من التنبؤات وآخرها قالها لي وقد تحققت نبؤته بالكامل اذ مثل لي سيناريو لم اصدقه مع قريب لي ولم اصدقه ولكنه
حدث بكل تفاصيله بالكامل وكأنه كان معه ويتصرف باوامره ، التخصص شئ مطلوب ايضا حتى نكون حقيقيين فليس كل منا
يعلم بكل شئ ومدعي العلم الكامل هو جاهل كامل ، وكلنا نتعلم ولكل منهج اصحاب تخصصه الذين يؤمنون به ومن ضمن
الحقيقة التي نريد ان نكون عليها هو ان نؤمن بالتخصص ونعطي كما يقول المثل ( العيش لخبازه ) حتى لو اكل نصفه
المقصود من حديثي هذا انه من الممكن ان نغير في انفسنا ونغير من طريقتها في الحياة والتفاعل مع الاحداث مع تمسكنا
بحقيقتنا ، فهذا لاييغير من اخلاقنا ولا من قلوبنا ولا من صفاء سريرتنا اي دون المساس بالمعالم الحقيقية لنا

الذي يبدو اننا قادرون على لوي الحقيقة بشكل كبير ، فنكابر ونعاند انفسنا ، حتى وان كان ذلك على حساب قلوبنا وراحتنا ، المشكلة فينا ان كل منا يعمل اين راحته واين يجدها ، ومع ذلك ندور في دوائر مفرغة من اشياء كبيرة اما اننا وضعنا فيها ، وهي تمثل معتقدات وعادات وتقاليد واما ان تكون امور خاصة بمجتمعاتنا وطريقة حكمها علينا واما ان تكون وراثية لايد لنا فيها احيانا ، فنحن نمشي بنفس الشكل الذي يسير به ابائنا حتى وان قلدنا مشية اخرى ، ونحن نتكلم مثلما يتكلم اسلافنا ، كما نحاور انفسنا بطريقة عقيمة نضع فيها المعايير والنظريات الخاطئة احيانا فند انفسنا في كدر دائم وعيشة غير هنية ، مع اننا علمنا كيف نكون سعداء ، ما الذي يدفعنا الى هذه التصرفات ؟؟ احيانا لانعلم واحيانا نعلم ..

تمضي ايامنا قاتمة حتى وان حاولنا ان نقنع انفسنا بأننا نعيش في سعادة وهناء ، فنحن ضللنا الطريق الصحيح ، ونحن حكمنا على انفسنا بالعيش وحيدين غير حقيقيين ، ونحن طردنا احبابنا من على ابوابنا ، ونحن بدلنا هنائنا شقاء ، ليس الا مجرد ان تدمع عيوننا على اسى ماضي ونظريات خائبة واحكام مضللة ، فالهوى الذي موجود في نفوسنا يخيل الينا احيانا الكثير من الضلالات الفكرية والهلاوس ، فنعتقد اننا نسير في الحياة بشكل افضل .
ولكن هناك سؤال واحد يجب ان نطرحه ان كانت حياتنا فعلا حياة حقيقية ونحياها كما نحن وكما نحب ان نكون ، السؤال هو ..

هل نعرف حقيقة مشاعرنا تجاه انفسنا ، هل احببنا انفسنا اولا ، حتى نحب غيرنا ، هل نحب الحياة البسيطة ان نسعى الى تعقيد امور حياتنا بشكل يتعسنا ويتعس من حولنا ؟

اذا كانت الاجابة بنعم فلنتحاور مع انفسنا ، هل ما فعلنا حقيقة ام خيال او انه تجني على واقع جميل استبدلنا بواقع مرير ؟
هل ما نصنعه حقا هو الحقيقة التي يجب ان نفعلها ام ان حياتنا اصبحت مليئة بالتعقيدات الفكرية والاحكام غير الصائبة والحركات التي نلتوي بها على انفسنا اولا ثم نلتوي بها على غيرنا مع علمنا بأنها غير حقيقية وغير سوية ؟
هل كان يمكن لنا ان نعيش حياتنا بشكل افضل مع من نحب ، ومع من حولنا بوجه عام ؟
لماذا نتقاتل مع انفسنا دائما ونلوم انفسنا لوما داخليا على افعال فعلناها بيننا وبين انفسنا ومع ذلك نحاول ان نقنع غيرنا بأنها افعال صحيحة ؟
لماذ دائما حركات حياتنا تجلب لنا الشقاء ، هل نحن اشقياء بالفطرة ام اننا نحب ان نعيش هكذا ان اننا نرى السعادة امامنا ومع ذلك نحب ان نكدر حياتنا وحياة من حولنا بايدينا رغم وضوح الطريق ؟
هل نغالي في الحكم على الآخرين بالخيانة والتصلب الفكري والخطأ الدائم وننزه انفسنا دائما عن ارتكاب اي خطأ بصفتنا اشخاص غير عاديين ، هل هذه حقيقتنا فعلا ان اننا نتقمص تلك الصفات في انفسنا حتى نصدقها ؟
هل نجد معاني جميلة تروق لنا وتسعدنا ومع ذلك نستبدلها بمعاني سيئة تحيطنا بالحزن والكآبة ؟
هل نحن حقيقيين فعلا مع انفسنا .. لماذا لا نكون هكذا ونعترف بأننا تسببا في ايذاء انفسنا قبل ان نؤذي غيرنا وبدلنا القيمة التي كانت تضيف الى انفسنا معنى جميل للحياة بقيمة باليه مرهقة لحياتنا تبدو كأننا نحب ان نكون اتعس من الذي حكم لنا به قدرنا ؟