الملك ميم

موضوع: الملك ميم الأحد فبراير 01, 2009 4:03 pm

الملك ميم

هذه مملكة تمتد رقعتها من الشرق للغرب ومن الشمال للجنوب .. ظلالها وارفة .. وجناتها متسعة .. اتساع النظر في الافق البعيد .. كانت تلوح من حول عرشها .. قصة جميلة .. هي قصة ملك الأرض الواطئة .. الملك ميم ..
يحكى ان الملك ميم .. كان كبير القلب .. قلبه اكبر من مملكته يتسع لكثير من الناس .. وكانت حياته هادئة بالرغم من عدم سعادته فيها السعادة المنشودة .. الا انه كان قانعا بما في يده ..ولم ينظر الى ما في يد أي من رعيته أو الملوك المتحورين حوله في ممالكهم .. وكان ميم يحب العمل ويكره الكسل .. ويحب الحق ويكرم الفقير اكثر ما يهتم بالغني .. وكان يقرض الشعر على قدر ما يستطيع . ويكتب القصة .. واعتبر نفسه أديبا منذ ان قرأ له الناس كما أعتبر نفسه كاتبا وفضل لقب الكاتب عن القاب كثيرة حاول البعض ان يسحبوها عليه ..
كان ميم ينام هانئا .. يعلم ان الدنيا اعطته الكثير .. ويكفيه من ملكه ما جاء .. ويكفيه من نعمة الله عليه ما بيده .. وكان يحمد الله على عطاياه الكثيرة .. وكان يعطف على الناس عطفه على نفسه .. ولايقارن نفسه بغيره .. وكان ينظر الى السعيد فيغبطه ويهنئه دون حسد .. وكان ينظر الى التعيس نظرة كلها اعتبار وإنسانيه .. يسمع للناس كلامهم وهو ما قربهم اليه .. فهو مستمع جيد .. ومنصت لمشاكلهم وآلامهم .. مهتما بشئونهم .. اهتمامه بشأن نفسه .. وكان لاينام اياما بسبب مشكلة تدور حوله لدى أي من محدثيه ..
وكان يملك الدنيا في يده .. ولكنه لم يعيرها اهتماما بقلبه .. فهي وقد جعلها الله في يده .. ينفق منها حسب ما امره الله .. ولايقتر على نفسه ولا على غيره .. سواء كان محتاجا أم راغبا فيها ..
قلبه ملئ بالحنان على من حوله .. يحتويهم بحضنه الدافئ .. ويعيش همومهم .. ويسعد بفرحهم ..
كان اذا فرغ لنفسه .. جلس الى عرشه المتواضع .. وسأل نفسه .. هل انا اسعد حالا ام من حولي .. وهل أريد ان اسعد الناس بعملي ام أريد سعادتي .. وكان يرى سعادته الحقيقية في اسعاد غيره ..

الى ان جاء يوما .. نظر الملك ميم الى نفسه ..ووجد نفسه وحيدا في الدنيا .. ولكنه ليس مهموما .. فهو يقنع ..ويرضى .. ولايعترض .. ويحمد الله .. ولكن غصة صغيرة كانت في حلقه الا انه لايريد لأحد ان يراها الا ان يخلوا بنفسه ..

ومرت ايام عليه اعتقد فيها ان الدنيا ستسير في ذلك الطريق الى النهاية وانه ليس بالإمكان ابدع مما كان ..وان حياته ستسير بتلك الوتيرة .. دون تغيير .. وفجأة وهو يمارس هوايته قابل قمرا منيرا .. يتقطر من وجهه بعض الحزن .. الم ألما شديدا خصوصا عندما تحدث اليه القمر بشديد آلامه بالرغم من عدم شكواه .. ولكنه رأى وسمع ودق قلبه بهذا المعنى .. ان هذ القمر لم يكن ابدا سعيدا .. لم يكن ضوئه يمثل ما بداخله من قلق .. يتلفت دائما كأنه يبحث عن شئ .. ما بالك ياقمر .. اذا الملك ميم اصبح لديه وقتا متسعا لكي يسمع حكاية ذلك القمر .. واهتم به .. وقرب الى حديثه حتى يعلم كيف ان ذلك الحزن الكبير يجتمع مع قمر منير ينير لغيره الطريق ... ومع ان الملك ميم قابل قمره في ايكة جميلة كانت تعود للقمر .. تلك الايكة التي كان يذهب اليها الملك ميم لكي يقف هناك يتأمل شكل الليل ..ويمضي وحيدا .. حاول ان يستمع اليه .. وارسل القمر اليه بهمسة كبيرة .. قال له فيها عن كل احواله في دفعة مشحونة بالصراحة ., أفرغت كل ما بداخل القمر من تأوهات وآهات .. شعر الملك ميم وقتها انه استمع الى دقات قلبه .. وأنه دخل بكل جوارحه الى خيمة هذا القمر تلك الخيمة التي لم يدخلها أحدا من قبله ..

ودامت زيارات الملك ميم الى الأيكة الجميلة لكي يرى قمره .. ويلاطفه من بعيد .. ويقترب منه في كل مرة اكثر .. حتى احتواه القمر وقالها له .. انه يرغبه .. ويرغب في مجاورته لياليه وايامه ..وسوف يؤنس وحدته .. وانه من سمع له .. وانه من افضى له وحده .. وعلم ميم ان الحكاية ستروى بشكل مختلف .. وان القرب اصبح له معنى اعمق بكثير من مجرد أيكة يختارها مابين الحين والآخر لكي يتأمل فيها نفسه .. أصبح هناك كائن آخر ولد في تلك اللحظة يستحق الزيارة والاهتمام أكثر من نفسه .. لم يعد ميم ينظر الى مرآته ولكنه بدأ ينظر الى صفحة وجه ذلك القمر .. ويرى نفسه فيها ..
ورأى انه اقرب الكائنات الى نفسه .. وأنه يحتوى على حكايات كبيرة وهي اقرب اليه من فكره .. واقرب الى حكايته نفسها .. فالملك ميم .. يشعر بكثير مما يحكيه قمره .. ويقرب اكثر من تلك الحقيقة .. واصبح دائم الزيارة .. حتى توطدت تلك العلاقة بين القمر وميم ..

هل استأذنكم لكي اكمل قصتي فيما بعد .. انا تعبت من الكتابة والرواية وأنتم تعبتم من القراءة .. فلناخذ قسطا من الراحة قليلا .. لنا ولقلوبنا ..

موضوع: رد: الملك ميم الأحد فبراير 01, 2009 5:35 pm

طب ليه كده بس مين قلك اننا تعبنا
ممكن تكملها بسرعه من فضلك flower

انا مش تعبان
ايه بس الحركات بتاع اجاثا كريستى دى
مستنيك
بس كده بقى هتابع باستمرار حلقاتك
اوعى تتاخر

موضوع: رد: الملك ميم الأحد فبراير 08, 2009 12:46 am

يسعدكم اخواني الاعزاء حبايب قلبي
ونكمل مع بعض

موضوع: رد: الملك ميم الإثنين فبراير 09, 2009 1:38 am

لما كان الملك ميم دائم الزيارة الى الايكة الخضراء الوارفة الظلال .. وخلال فترة زيارته يرى قمره مابين الحي والآخر .. يشعر به وبوجوده حتى دون ان يظهر وكأنه يشتم عطره الجميل من بين عطور الايكة .. لم يكن ابدا وجود ذلك القمر عاديا .. بل كان مميزا .. له تأثير السحر على عقل ولب وقلب ميم .. الذي بدوره انجذب في انغام تلك الاغنية الجميلة التي كان القمر يعزفها .. وتبين من الامه واحلامه انه يقارب ميم بكثير وأنه اقرب له ..

مرت الايام وزادت مقابلات ميم مع هواه الذي اصبح يتملكه .. واصبح كل شئ في حياته .. يمر عليه ويحدثه .. ويعلم انه يفرح بوجوده .. ويسعد ويأنس بكلامه .. كانت كلماتهما تتفق وتنجذب مع بعضها البعض والجملة يكلمها ميم قبل قمره والقمر بدوره يتذكر ما يدور في خلد ميم ويتمه امامه وعلى مسمع ومرآى منه .. وكأنهما متجاوران في الروح والجسد والفكر .. كان القمر جميل الوجه جميل الروح .. وعفيفها .. الا انه كان مشغول الفكر دائما بما يتوفر في حياته من الام .. وكان يريد الخلاص من الامه كيفما اراد ميم ايضا .. ودارت ايام جميلة وسنين .. كانا فيها لايفترقان ابدا ..

مرت الشهور والسنين وكل منهما يقترب من الآخر بالرغم من ان الأمل في ان يجتمعا سويا هو من ضرب الخيال .. فلم يكن القمر وحده .. في حياته .. بل كان مشغولا بحياة اكثر التحاما ويقل فيها فرصة الفكاك من هذه المسئوليات الا انه كان يعشق ميم بالرغم ايضا من ان ميم عليه قيود هو الآخر ..

كانت الاسرة المالكة لاتقبل باقتران ميم الا من صنف معين .. اعتبروه صنف مميز من البشر .. وهو ينتمى الى الاسرة نفسها .. وان التفكير في الخروج عن تلك التقاليد يعتبر من الاشياء التي تفقد اللقب لأي فرد من الاسرة .. عندما يفكر ان يقترن بغير افراد الاسرة .. اذ ان على ميم في الاحتفاظ بعرشه الا ان ينحني لدستور الحياة الملكية الذي فرض عليه نوعا معينا من الاقتران .. رغما عنه .. وما العمل وقد هام قلب ميم بقمره الذي لاينتمى لتلك الأسرة وعلى الرغم ايضا ان قمره مشغولا .. ما العمل وما الحيلة .. لايجد ميم ولا قمره بدا في الانزواء تحت قيود التقاليد البالية التي لاتراعى سوء المصالح .. ما العمل ..

وتمر الايام .. ويقترب اكثر ميم .. ويعلم ان الدنيا لا تريد ان تكمل سعادته مع قمره .. وان القيود التي فرضت حوله وحول قمره تحول دون الاجتماع .. ما بين قلبين تعاهدا دون توقيعات ولا اوراق على انهما خلقا لبعض توأما لأرواح بعضهما ..

ابحث معكم عن حل لتلك المعضلة .. فيما بعد واكمل ان شاء الله قصتي .. المتواضعة

خلاص انا روحت وسرحت فى القمر.
بياخدنى ضيه اوى
القصه جميلة اوى استاذ مصطفى
مستنياك بفارغ الصبر

كمل كلامك وحكاياتك
نصحية من اخوك
لكن خليها مختلفة
عن كل الحكايات

» انا الملك