من يدخل التاريخ

من يدخل التاريخ

لست مجنونا ولكنني احاور نفسي هذه الايام و ليس خطأ ان يكون المرء مجنونا مادامت السعاده ليست ملكا للعقلاء و العاقلات .

اقول لنفسي احيانا متي ستدخل التاريخ؟

متي يا طفل …يا انا تخط اسمك بحروف من نار و نور في سجل الخالدين ؟؟

بما اننا ولدنا و سنحت لتا الفرصه لنعيش يجب ان نستغل و نستثمر ما نملكه من العمر , فللزمن تجارته .

لن اكون عابر سبيل في الكره الارضيه ولن اكون ظلا او مرافقا او مصفقا لاحد ………. يجب ان اكون انا ..الاول و الاخير .

قلت لنفسي :من قال ان التاريخ لايخلد سوي العظماء؟

من هو القائل ان ابواب التاريخ مفتوحه فقط للعباقره ؟؟

ألم يدخل التاريخ الطاغيه نيرون الذي احرق روما و في الوقت نفسه دخل الفيلسوف سقراط الذي مات مسموما في سجون روما .

دخل التاريخ هتلر ’حارق الاخضرين و القارتين……..

ايها الاعزاء الذين يشبهونني حيث لسنا عباقره ولا عظماء ,

ألم يدخل التاريخ شهريار ذابح النساء و كذلك عبرت الي التاريخ مدموزيل شهرزاد حاميه النساء ؟
يحدث ان يدخل مأدبه التاريخ ضيوف يكرهون بعضهم بعضا…يجلسون الي مائده واحده حيث القاتل و القتيل ؛و السارق و المسروق؛ والحارق و المحروق ………فالمجد و الخلود ليس حكرا علي الابطال لذلك نجد في التاريخ عشرات المجانين من قيس الي روميو الي جميل و غيرهم من الذين خلدوا معهم نسوه مثل ليلي و بثينه ((لم نعرف امراه مجنونه في الحب وحدنا نحن المجانين لأنهن يدفعننا الي خساره عقولنا ))

اقول لنفسي كيف سندخل التاريخ قبل فوات الاوان و اقتراب الاجل ؟ و قبل ان يضرب الموت ضربته القاضيه؟ لم اكن يوما طاغيه في السياسه ولا جزارا مثل ستالين و فرانكو و لم اذبح عصفورا ولم ارتكب مجزره ولم احرق شيئا سوي هذه القلعه من علي السجائر التي احرقت رئتي

لستعبقريا فموهبتي متواضعه في كافه الفنون .لكن ثمه شئ اعتقد اني اتميز به هو انني عاشق في الطريق الي الجنون…

هل اقتل حبيبتي و ادخل التاريخ مثل الشاعر الذي احرق و شرب رماد حبيبته ؟

يا حبيبتي انا المجنون بكامل قواي العقليه ارغب في قتلك لأدخل التاريخ .

أرجوكي اسمحي لي ان اذبحك او احرقك او أغرقك ,يمكنك ان تختاري ما شئت لأدخل التاريخ .كوني شهرزاد لأكون شهريار ……انا القاتل و القتيل ,ليسمح لي بكرسي الي طاوله التاريخ

يحيي جابي

اي طاولة تاريخ هذه التي تدفع البسطاء والعقلاء إلى التجنى والجنون؟؟!!!

يا لها من حماقة؟

ان طاولة التاريخ ليست عامرة بافخم الوجبات وليست مانحة للخارقة من القدرات... انها حماعة من الموتى لم يلاقوا بعد حتفهم إلا حصائد أعمالهم

فالأهم والأجدى ان يدخل الانسان الجنة حتى وان عاش ومات ولم يعرفه إلا ترابٌ خلق منه ودفن فيه... فهذا ما يجده بين يديه... وليس ما ذكره الناس عنه بعد الممات.

» مصر تكتب التاريخ
» وكتب التاريخ فعلا في مصر