| اإن سألتم عن إلهي (الله) | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
freska كاتب فعال
عدد الرسائل : 957 تاريخ التسجيل : 26/01/2009
| موضوع: اإن سألتم عن إلهي (الله) الجمعة أبريل 03, 2009 8:23 am | |
| اسمحوا لي ان اشارككم هذه المقالات بعنوان ان سالتم عن الهي للدكتوره نعمت عوض الله و هي لقصص واقعيه و ترسخ معاني جميله في حياتنا إن سألتم عن إلهي
ربي .... خالقي ... واجدي
الحمد لله أن للكون إله ... كيف يحيا من لا يصدق بوجوده ... أو يرى قيوميته على الأكوان ... أو من يردد بلا وعي أو فهم أو شعور .أن خالق الكون هو الله ... ثم لا يراه في كل لمحة وكل لحظة وكل حركة وكل سكون
والله إنه مسكين
فقد ضاع منه أحلى ما يمكن أن يحصل عليه مخلوق .....
قوة الانتماء الى من يُصَرِّف القوى ويملكها
جمال النوم آمناً أن لن يكون في دنياه إلا ما أراده صاحبها
الأمن المطلق أن أحداً لن يمسه إلا بما كتبه القيوم من الأزل
.................. مسكين
ألم يجرب مرة أن يهتف ... الله !!!!!!!! بكل كيانه
قرأت يوماً في كتاب مولانا أبي حامد الغزالي هذه الجملة :
أيها الولد ..!!
إني رأيت في الإنجيل أن عيسى عليه السلام قال : من ساعة يوضع الميت على الجنازة إلى أن يوضع على شفير القبر يسأل الله بعظمته منهأربعين سؤالا ، أوله : يقول
"عبدي طهرت منظر الخلق سنين وما طهرت منظري ساعة". فالله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم التي في الصدور
الله بكل صفاته .... وأسمائه يتجلى على العباد ... فيراها من كانت له بصيرة وتعمى على أصحاب القلوب الثملة، عشت ورأيت بنفسي كل صفة ولولا أني لم أستأذن أصحابها لذكرتهم بالاسم والعنوان ... لتسمعوا منهم بأنفسكم وصفاً لا يستطيعه إلا صاحبه ، وصفاً لتلك اللحظة التي هتف فيها باسم الله .... ودموعه تغسل قلبه ...حامداً شاكراً
فليس من ذاق كمن سمع ....
وليس من سمع كمن قرأ
فليكن قلبك حاضراً وأنت تقرأ .... لعلك تتذوق معاني الأسماء والصفات .
عدل سابقا من قبل freska في الجمعة أبريل 03, 2009 8:34 am عدل 1 مرات | |
|
| |
freska كاتب فعال
عدد الرسائل : 957 تاريخ التسجيل : 26/01/2009
| موضوع: رد: اإن سألتم عن إلهي (الله) الجمعة أبريل 03, 2009 8:26 am | |
| إن سألتم عن إلهي الفتّاح
أنا حاصل على دبلوم تجارة .... ولكن كثيرا ما أنسى أني متعلم .. حين أنظر إلى السادة الزملاء الموظفين .. وكتاباتهم وأحاديثهم وأتصور أن هذه الشهادة هي مجرد ورقة تثبت محو أميتي .... ولذلك نزلت إلى الشارع باحثا عن عمل .. طبعا تقدمت للقوى العاملة ولكنها لم تبت في أمري حتى الآن ....يعني لم يصلني خطاب التعيين ولا أعتقد أنه سيصل قبل بلوغي المعاش
بالطبع لم أعثر على عمل بسهولة وتعلمت من أولاد الحلال تلقيط الرزق ..... فعملت في كافيتريا أو بالأحرى قهوة على الكاشير فترة ....وفترة في مخبز وأخرى في مطعم صغير ... ثم انتقلت إلى منفذ بيع أو مايسمى بمجمعات النيل الاستهلاكة ...وبلغت سعادتي حدا كبيرا فقد كانت هيئة حكومية ..تعينت فيها بالمكافأة ووعدونا خيرا بالتثبيت بعد ذلك .... وطمأنني الزملاء ... فحمدت الله ورتبت حياتي على ذلك ... وكنت قد أجرت شقة صغيرة من حجرتين فبحثت عن بنت الحلال وتزوجت وأنجبت توأمنا الأول ... كريم وعبد الرحمن ....
ومرت سنوات ولم يفِ السادة الكرام بالوعد وكنت صابرًا على حالي فأنا أحتاج للمرتب وللوظيفة ..حتى فوجئنا في أحد الأيام بقرار تسريح العاملين بالمكافأة لعدم وجود بند لهم في الميزانية
وأظلمت الدنيا علينا وكنا كذا وعشرين عاملاً .... ووقفنا نحتج ونطالب بلقاء المسئول ... ولكن لا حياة لمن تنادى ..وكنت قد وطدت علاقتي بزميل لي يعمل سائقًا على سيارات الشركة ينقل البضاعة في منافذ القاهرة والمحافظات ...كنا جيرانًا وكان يقلني أحيانا إذا تسنى له ذلك
- ما تشيلش هم يا محمد يا حسن ربك يفرجها
- ونعم بالله يا اسطى محمود ... دول كوم لحم فى رقبتى .... ربنا يرزقنى ويرزقهم
- تعرف تسوق يا محمد
- ايوه بعرف ... ما انا اشتغلت على تاكسى زمان شوية كده
- طيب تعالى نقابل مدير الجراج بتاعنا ..كانوا عاوزين سواق على نص نقل لمنافذ وسط البلد
- قوى قوى
من هنا بدأت قصتي مع القيادة .... وبالفعل عملت كسائق على سيارة نصف نقل أنقل البضائع من المصانع إلى منافذ وسط البلد ... وكان راتبي جيدًا .. ولكن ظروف عملي صعبة .. ومع ذلك فقد حمدت الله على رزقه الوفير .... فقد وهب لنا زوجتي وأنا ... ابنتين فاصبح في بيتنا نصف دستة أفراد .. ولله الحمد
في أحد الأيام ناداني صديق في أحد المصانع .. وسار بي حتى جلسنا في ركن ظليل بعيدًا عن العمال
- اخبارك ايه يا محمد واخبار الولاد
- الحمد لله يا مصطفى... بخير نحمده ونشكر فضله
- مش عاوز تقب على وش الدنيا
- ازاى يعنى؟؟
- مرتبك كام فى المجمع بتاعكم ده ؟؟
- باخد 400 جنيه وحوافز للنقلات الزيادة ... يعنى بتقفل 520 كده واللا حاجة
- واللى يشغلك على باكو وربع !! ونص الشهر بس ؟؟
- حشتغل ايه؟؟ مدير ؟؟
- محتاجين سواق فى المصنع ... بس حيسافر مرتين فى الشهر الغردقة .. ومرتين شرم الشيخ كده الشهر بالنسبة له خلص .. لإنه بيرتاح يومين بين السفرية والتانية
- بتتكلم جد يا مصطفى ؟؟
- انا عمرى ضحكت عليك ؟؟ والله انت ابن حلال مصفى .. انا سمعت الحكاية دى بالصدفة الصبح واحنا بنحمل عربية اسكندرية
- ايدى على كتفك
طبعا كانت وكأنها ليلة القدر قد طرقت على بيتنا ... فأكلنا اللحم ولبسنا الجديد ... وخرجنا للفسحة من وقت لآخر .... كنت أجتهد أن أنتهي من مهمتي في نفس اليوم حتى أحصل على إجازة طويلة مع أبنائي وزوجتي ... أخيرًا ابتسمت الدنيا وأكرمنا الله بالمال والعيال ولم يعكر هذه السعادة إلا ساعات تحميل السيارة بزجاجات البيرة ... كان شيئا ما بداخلي ينقبض لرؤية الزجاجات وأتعجب أن هناك من يشربها بهذه الكثرة التي تجعلني أضطر أحيانا إلى مضاعفة الحمولة .. وفي أحد هذه الأيام وكان التحميل فجرا لحمولة مضاعفة ... وصلت مبكرا على غير العادة... فلما أذن الفجر خرجت باحثا عن مسجد قريب ... ودخلت وصليت خلف الإمام وجلست أختم صلاتي .... فناداني الرجل :
- بعد اذنك يا استاذ ..عاوز اقفل الجامع
- حاضر انا ماشى ... كنت بختم الصلاة بس
- الله يفتح عليك ..حضرتك مش من المنطقة ؟؟
- لا انا بشتغل فى المصنع
- بتاع البيرة ؟؟؟ اعوذ بالله
- انا سواق بس يا مولانا
- ولو يا ريس ... كله ملعون ..حاملها وناقلها وشاربها وساقيها وعاصرها وبائعها وحاضر مجلسها
لأول مرة لا أر الطريق ولا علاماته وأعتقد أنني وصلت بحكم العادة ... سواقة "حمايري" كما يقولون .. ووقف عمال الفندق الكبير يعملون بجد وسرعة . محبة لى لأتمكن من العودة وأنا لا أراهم ولا أسمعهم
وكانت آخر مرة ... وتقدمت باستقالتي وسط نصائح واعتراضات ومخاوف الجميع
o انت اتجننت .... حد يقطع اكل عيشه
o احنا مالنا يا محمد ... احنا عبيد المأمور
o ياعم مين قال حرام ..ده تلاقيه متطرف ..هو انت شايلها تشربها
o تاكل منين انت والستة اللى فى رقبتك
o ده بطر يا محمد يا حسن ..... ما ترفصش النعمة
أعوذ بالله منها من نعمة ... بل هي نقمة .... كيف أسجد لله وأنا أعلم أنه يرى فعلتي ؟؟؟ والرزق في النهاية بيده .. وهو الذي يفتح أبوابه
وعدت إلى بيتي سعيدًا ودخلت على أم العيال وأخبرتها بما فعلت .... فشهقت .. لا من انقطاع الرزق .. بل من مصدره ... فحمدت الله عليها .. ونمت في بيتي قرير العين
وفتح الفتاح بابه الحلال .... وأرسلني صديق لأحد رجال الأعمال سائقًا لسيارة أبنائه ..... وحدثت الحادثة التي تكرموني اليوم بسببها وأنا أرى أني لم أفعل غير الواجب
- اللى انت عملته دى بطولة يا اسطى محمد
- يعنى يا مدام الراجل ائتمنى على اولاده ..مش احافظ عليهم؟ ... كل اللى عملته انى نزلتهم من العربية وبعدت بيها على قد ما قدرت قبل ما اطفيها
- كانت ممكن تنفجر بك انت
- يبقى عمرى خلص على كده والحمد لله انه خلص على خير
- انت فعلا تستاهل التكريم ... واعزائى المشاهدين كان هذا هو اللقاء مع السائق الشجاع بطل حادثة سيارة رجل الأعمال التي كادت أن تحترق في طريق السويس الصحراوي .. بقي أن نذكر أن رجل الأعمال أحمد زين الدين قد خصص وديعة قيمتها مائة ألف جنيه للإنفاق على أبناء هذا السائق .. فشكرا لرجل الأعمال ومبروك للسائق .... وألتقي بكم مرة أخرى أعزائي المشاهدين في الأسبوع القادم مع : .-.-.- بطل من بلدنا
- اسمها الشكر لله والحمد لله يا مدام ..... فتحها على وعلى اولادى من اوسع باب | |
|
| |
freska كاتب فعال
عدد الرسائل : 957 تاريخ التسجيل : 26/01/2009
| موضوع: رد: اإن سألتم عن إلهي (الله) الجمعة أبريل 03, 2009 8:37 am | |
| إن سألتم عن إلهي : الرزّاق
حدث أنه في أحد الأيام البعيدة .... تخرج شاب طويل أبيض حييى من كلية الآداب قسم اللغة العربية ... لم تكن لديه آمال عريضة أو بعيدة المنال .. كان يعرف أنه تعلم ليكون معلماً .. وقد كان سعيداً أنه يستطيع تدريس اللغة العربية والقرآن الكريم للصغار .... في المدراس والمساجد ... كان يتمتع بخفة ظل ملحوظة ونكتة حاضرة .... وله قبول في قلب كل من يسمعه ... وتلفت ليتمم دينه بالزواج باحثاً عن ابنة خالته الجميلة .... ولم يخيب أبناء الخالة رجاءه وزوجوه لتقواه ... حتى أنه استعار البدلة والحذاء من أقربهم إليه صداقة وصحبة ...
وشعر عبد البديع أن الدنيا قد ابتسمت وتم رسمها بالنسبة إليه ... فكل شئ هادئ .... والرضا والقناعة بالقليل تجعل من بيته قصراً عامراً ... وبين المسجد ومدرسة القرية الصغيرة ... وخطبة الجمعة أحياناً .... اشتهر في بلدته والبلاد المجاورة بحلو الحديث .... وبساطة التعبير .
ولكن !!! وكما تقتلعك العواصف بغباء من حيث تستقر اقتلعته يد غاشمة وألقت به في سجن كئيب .... بل ومنعت راتبه عن بيت فيه زوجة وثلاثة أطفال ...
قبع في زنزانة لا يعرف ماذا يفعل وكيف يتصرف ولم يهدئ من روعه إلا زيارة أنسبائه أبناء الخالة ليطمئنوه على بيته وبنيه .....
بعد عام كامل أُفرج عنه ..... وقرر السفر .. لم يكن القرار وليد هوجة أو ثورة غضب بل كان قراراً مدروساً بهدوء ... ومن يهاجر في الأرض يجد مراغما كثيراً وسعة
لم تكن البلاد العربية وخاصة بلاد الخليج هي موطن المال كما هي معروفة اليوم ... كانت دويلات وإمارات استقلت وتستقل حديثاً ... وبشائر البترول تدق أبوابها على استحياء ...
اختار أحد الإمارات الصغيرة وشد رحاله إليها وأرسل في طلب زوجته وأبنائه
وفي المطار وقفت صغيرة بضفيرة صفراء طويلة تقبل أخوالها وقد تعلقت برقبة أحدهم باكية :
- هتوحشني قوي يا خالي ..... ابقي شيل لي شوكولاتة .... أنا عارفه بابا مش معاه فلوس يجيب لي .. أنت بس اللي كنت بتجيب لي شوكولاتة
والخال من بين دموعه يعدها أنه سيجعل لها واحدة كل مرة يشتري لأبنائه وسيحتفظ بها في الثلاجة إلى أن تعود .....
وكما كان في قريته ... كان في غربته يعلم القرآن واللغة العربية للصغار بين المسجد والمدرسة .... وكما كانت بديهته الحاضرة وخفة ظله هي مفتاحه للقلوب ... ظلت مفتاحه للعقول والقلوب ...
ما سأقوله لكم الآن ليس مبالغة من أجل الحبكة الدرامية .. بل ما حدث فعلاً ... فلقد سمع به أمير البلاد .. فطلبه إلى قصره وضمه إلى حاشيته ولم يمر كثير وقت حتى صار مدير مكتبه وسكرتيره الخاص ... يكتب له ويرد عنه ...... وتم منحه الجنسية
وكبرت ابنته الصغيرة ولم ترجع إلى البلدة الصغيرة في أعماق الريف المصري ولم تحصل على الشوكولاته خاصتها من ثلاجة خالها ..... لسنوات وسنوات امتدت إلى خمس عشرة سنة .. ثم كانت أول زيارة وأول عودة لبيت القرية الصغير
- كل شئ كما كان وكأنه بالأمس ....
- الحمد لله على سلامتك يا عبده .. والله لقد أوحشتنا جداً وافتقدناك بيننا
- الله يسلمكم جميعاً من كل سوء ... رغماً عني وأنتم تعرفون
- الحمد لله رب العالمين ... ماذا تنوي أن تفعل؟
- سننهض بالقرية إن شاء الله ... نبني مدرسة إعدادية وأخرى ثانوية ... ونرمم الوحدة الصحية الموجودة ونجعل منها مستشفى صغير
- ماشاء الله ..هل تنوي البقاء؟؟
- للأسف لا ..... ولا حتى الحاجة والأولاد ؟؟ ...
- لا أعتقد ذلك أيضا .. ولكن مادامت الأمور تغيرت ... فسنأتي دائما بإذن الله
- ألا تحتاج أن نبني لك منزلاً فخماً يليق بك
- بل دوار يجمعنا جميعاً ....
- بارك الله فيك ... تعالى صوت ينادي للطعام .....
واجتمع الإخوة والأهل على سماط طويل ممتد في حوش ظليل في بيت كبير .... وامتدت الأيدي تتناول اللحم والطيور .... والضحكات تتعالى ... والسعادة طائر قد فرد جناحيه على الجميع
- مالك يا حاجة ؟؟ مالك يا أختي ؟؟؟ لماذا الدموع ؟؟؟؟
- أبداً يا شيخ أحمد يا أخويا ... تذكرت أياماً ... لم نذق فيها أنا والأولاد غير الفول بالملح من غير زيت لأن الفول أنت ترسله من الأرض وأنا لم يكن معى ما أشتري به الزيت ... وكنّا في نفس هذا الحوش ....ونظرت إلى ما نحن فيه الآن فغلبتنى دمعة شكر لله الواحد الأحد الرزّاق الكريم
لقد تُوفي الأستاذ عبد البديع ... وتوفيت زوجته .... وورث أبناؤه ضمن ما ورثوا مجموعة من المدارس في تلك الدولة الخليجية ..... لا أعرف إذا كانت قيمتهما الماليه قابلة للكتابة بم نعرفه من أرقام ....
فسبحان الله ....... من كانت الآخرة أكبر همه جعل الله غناه بين عينيه وأتته الدنيا وهي راغمة ... وفتح له الرحمن أبواب الرزق يغترف من أيها شاء. | |
|
| |
freska كاتب فعال
عدد الرسائل : 957 تاريخ التسجيل : 26/01/2009
| موضوع: رد: اإن سألتم عن إلهي (الله) السبت أبريل 04, 2009 8:05 am | |
| إن سألتم عن إلهي ( العدل)
وقف الرجل المهيب في أول الصف لتلقي العزاء في شقيقه الأكبر .... فالرجل لم يكن له ولد وزوجته الأجنبية هجرته بعد اشتداد المرض عليه أو ربما سافرت لتموت بين أهلها في فرنسا ...
وبعد أن انفض العزاء وبدأ العمال في حَلّ السرادق وقد جلس رجلنا على كرسي وجده ليريح رجليه من طول الوقوف ..جاءه طفل صغير لا يتعدى السابعة ليقول له :
- ستو بتقول لحضرتك عدي علينا قبل ما تسافر
وستو هذه هي أخته وهذا أحد أحفادها.
- حاضر يا خالد .... قل لها إنى سأمر عليها قبل سفري
كان يعرف ماذا تريد ... سبقتها به أرملة اخيه الأكبر علىّ :
- محمد بيه من فضلك ... إزاى محمود ابنى ملوش ميراث في عمه وعمته ...ده حرام .... ده برضه ابنكم
لم يزد على أن قال لها ربنا يسهل ..... وكيف يرث الفرع وقد مات الأصل ... ولكن بعد كل جنازة ماكان هناك وقت لديه لشرح القواعد الفقهية
كان ينتوي أن يلحق بديزل العاشرة ليبيت في بيته في القاهرة ... ويبدو أنه لن يستطيع ... طرق باب الشقة ففتحت له صبية واستقبلته هاشة بابتسامة جميلة ...
- اتفضل يا خالو .... ماما جوه
- عاوزاك ترتب لي نصيبي في ميراث حسين يا محمد .... أنت عارف أنا معنديش غير بنات فعاوزه تخلي نصيبي كله في فيلته وأنتم خدوا الأرض
- الحقيقة يا سهير ... أنا شخصياً ممكن أتنازل لك عن كل ما أملك ... بس ده مش حقي وحدي .... وبعدين اطمني ... شرع الله هو اللي حيكون
- ربنا يخليك لنا يا محمد ..... مش عاوزه لما يجرى لي حاجة بناتي يتبهدلوا
- عيب تقولي كده ... ربنا يديك الصحة ... ده إحنا 3 رجالة والخال والد
- ربنا يخليك
وفي القطار الأسباني الذى لحق به .. أرخى رأسه وأغلق عينيه لعله يحظى بغفوة ولكن بدلاً منها بدأت صور كثيرة تطير وتتجمع وتدور حول رأسه المجهد
- اتفضلوا هنا يا أولاد ... لحظة واحدة أكون معاكم .... فيه شوكولاتة في العلبة دي ... عاوز أرجع ألاقيكم خلصتوها
إنه الطبيب ذائع الصيت ... ابن عمهم ... مع أنه يكبرهم بما يجعله يصلح أن يكون عمهم شخصياً ... كان إسماعيل أخوه الأكبر قد اصطحبه إليه حين شكى من أذنه أكثر من مرة ... منذ تُوفى والدهم وإسماعيل يتولى شئونهم جميعاً .. الإخوة الثلاثة وأمهم ... مع أنه كان مراهقاً لا يتعدى الستة عشرة سنة
- ياعلي بيه دول برضه إخواتك ..... عدي بس سلم عليهم
- انا ماليش إخوات غير حسين وسامية وسهير ... دول يروحوا يشوفوا لهم حد قدهم يلعبوا معاه
كان الصوت عالياً فوصل إليهم رغم الباب المغلق .. هم ابناء الزيجة الثانية لأبيهم .... والتي لجأ إليها بعد وفاة زوجته الأولى وزواج كل أبناءه .... وعلي بيه هذا أكثر إخوتهم الكبار مناصبة لهم بالعداء ... وكأنهم أذنبوا إن حملوا نفس اسم أبيه .... وهو يتذكره جيداً بعد وفاة الأب حين دخل على أمه في حجرتها حاملاً مجموعة اوراق وصارخاً في وجهها ..
-.دي أوراق ميراثك أنت وأولادك .... احمدي ربنا إنى جهزتها لك ... وهو ده حقك مفيش غيره ... ولو سمعت إنك بتدوري على أرض كفر الجبل ...أو على الفيلل في العجمي ومصر الجديدة ..... مش حتطولي حاجة ... وقابلينى ساعتها لو عرفت حتى تستلمي أرضك دى بتاعة البدرشين .... الفيلل دى بتاعتنا إحنا .... طول عمرنا عايشين فيها ... وأرض كفر الجبل داخلة كوردون القاهرة وأبويا اشتراها علشان يعمل فيها عزبة لأمى ويزرع لها فيها فاكهة ... فأنت وأولادك مالكوش دعوة بيها خالص
يتذكر جيداً نظرة القهر والضعف في وجه أمه ... وتمتمة معناها إن أرض البدرشين هذه بور ولا تنتج ما يكفي ..... وإنهم صغار ... وإن ربنا لا يرضى بالظلم ....
صوت احتكاك عجلات القطار في دخوله على طنطا ... طرد الصور من رأسه ... فاعتدل في كرسيه .. ثم نادى على عامل البوفيه طالباً فنجاناً من القهوة .... رأسه ثقيل جداً ... لم ينم جيداً منذ الأمس ... سفره للإسكندرية ليكون مع أخيه في لحظات احتضاره .... ثم الوفاة والدفن والجنازة وأخيراً العزاء .... ليست هذه أول مرة يقف لتلقي العزاء فى أخ له ... فقد سبق حسين "علي" ثم سامية
ومع آخر رشفة قهوة كان عقله قد تصور توزيع تركة حسين بينهم .. أشقاؤه إسماعيل ومنصور ثم سهير .. وصدرت عنه في زفرة متعبه ... الله يرحمك يا أمي ويا أبويا .... وكأن ضياءً من السماء قد أنار عقله .....فلم يملك دمعه الذى بدأ يهطل سخيناً على وجهه المتعب
لقد عادت ....
عادت حدود ميراثهم الأول إلى أيديهم ....
عاد ما أخذه على بجبروت وصلف ... عاد وتسلمه أصحابه بهدوء ....
عاد لأن علي مات أولاً ... وسامية لم تتزوج وكمال لم ينجب ..
عاد لإن الله سبحانه وتعالى هو الحكم العدل ..... وأنه سبحانه وتعالى لا يَرد لمظلوم دعوة ... وإن طال الزمن | |
|
| |
MOSTAFA_ABBAS Admin
عدد الرسائل : 2503 المزاج : King تاريخ التسجيل : 17/11/2008
| موضوع: رد: اإن سألتم عن إلهي (الله) الإثنين أبريل 06, 2009 3:13 am | |
| انا اتابع معك فريسكا هذا الجمال المنساب من موضوعك ونقل جيد لموضوع رائع اسأل الله ان يجعله في ميزانك تقبلي تحياتي | |
|
| |
omiga k كاتب فعال
عدد الرسائل : 762 تاريخ التسجيل : 01/03/2009
| موضوع: رد: اإن سألتم عن إلهي (الله) الإثنين أبريل 06, 2009 4:38 pm | |
| هاى فرى شىء جميل انك تنقلى موضوع جميل زى ده وعموما انا متابعه الموضوع جزاك الله خيرا | |
|
| |
freska كاتب فعال
عدد الرسائل : 957 تاريخ التسجيل : 26/01/2009
| موضوع: رد: اإن سألتم عن إلهي (الله) الإثنين أبريل 13, 2009 4:05 am | |
| استاذ مصطفي اوميجا شكرا علي متابعتكوا وانشاء الله اكمل الاسماء كلها تحياتي | |
|
| |
الليالي الدافئه الاشراف
عدد الرسائل : 585 العمر : 46 المزاج : عنيدة تاريخ التسجيل : 18/01/2009
| موضوع: رد: اإن سألتم عن إلهي (الله) الإثنين أبريل 13, 2009 5:22 am | |
| فريسكا ازيك موضوعك ونقلك رائع بجد وكله عمق وثقل كملي واحنا كلنا مستنينك
| |
|
| |
باهي مراقب عام
عدد الرسائل : 2409 المزاج : عال العال تاريخ التسجيل : 20/02/2009
بطاقة الشخصية الأول: 10
| موضوع: رد: اإن سألتم عن إلهي (الله) الثلاثاء أبريل 14, 2009 7:48 pm | |
| فرسكا موضوعك جميل جدا أنا لم أقراه ألا الأن سأتابع معك إن شاء الله وجعله الله في ميزان حسناتك | |
|
| |
freska كاتب فعال
عدد الرسائل : 957 تاريخ التسجيل : 26/01/2009
| موضوع: رد: اإن سألتم عن إلهي (الله) الخميس أبريل 16, 2009 7:03 pm | |
| إن سألتم عن إلهي ( المذل)
هل يكفي بكائي ليمسح خطئي في حق جلال الله ؟؟؟؟
هل يكفي ألمي وذلك الحريق الذي يشتعل في فؤادي ليطهرني من إثمي ؟؟
ربما تكون قصتي عبرة وعظة ......
تربيت في أسرة لا تعرف من الدين أكثر من تعليق المصحف في السيارة وعلى النحور المكشوفة .... ولم يكن يَتعبد بحق إلا جدتي ... وبالطبع كان التصور المقبول إنها إنما تفعل ذلك لأنها عجوز لا ناقة لها في الدنيا ولا جمل ...... وما عادت قادرة على الاستمتاع بالمباهج ...... بتاعة الشباب كما كانت تقول أمي
وفي مفرق المراهقة والشباب رأيت الله .... وعرفت الحق فلزمته واجتهدت وجاهدت فيه
جاهدت نفسي وأهلي وظروفي
واجتهدت في الطاعة وفي الأخذ بالعزائم
وأعانني الله بكثير طاعة وجميل صحبة حتى شعرت أنه لا يمكن أن يكون على وجه الأرض من يتحمل في الله ابتلاء محبة خالصة له وحده غيري
فقد أحببت ربي ... وأحببت التقرب إليه ..... ومناجاته .. والوقوف بين يديه
وكنت أتعجب من صويحبات لي ينهرن لمشكلات أراها من توافه الأمور والتي لا يصح ان يتوقف عندها مؤمن بحق إلا إذا شاب إيمانه الشوائب
كنت أقولها بيني وبين نفسي وأحياناً في مواجهتهن :
- ايه يا جماعة قلة اليقين دي ... معقولة ... ايه مضايقكم قوي كده .... سبحان الله ...
وكانت الإجابات تتراوح بين فقدان المال أو الخوف على الولد .... أو ربما مرض الزوج ووفاته ,,, ولكني أبداً لم أكن أتحرك ...كنت أشاركهن الأحزان والدعاء .. وبداخلي صوت يقول .... لا يكون في ملك الله إلا ما أراد .... مال ضاع : ما المانع لا نصيب فيه ولا رزق .... ولد فسد ... لو أحسنوا تربيته ما شقوا به ... زوج مريض أو توفي .... وهل لنا في أنفسنا شيئاً ..... لماذا لا يرضين ؟؟؟ لماذا لا يحمدن شاكرات .... لماذا لا يكتفين بحلاوة الطاعة وجمال القرب ......
في كثير من سجودي ناجيت ربي قائلة ..... ياالله : إن كنت أعبدك طمعاً في جنتك فارحمني منها وإن عبدتك خوفاً من نارك فاحرقني بها .... ربي أنا لا تهمني النار ولا تغريني الجنة ... ربي إنما أنا أعبدك لأنك رب تعبد ... إنما أنا باحثة عن رضاك عني ...... أنا لا أبغي في هذه الدنيا غير أن أموت لأتمتع بلذة النظر إلى وجهك الكريم .... ربي خذ دليلاً على حبى ما تشاء ... امتحني يا رب أي امتحان وسترى يا إلهي إني لا آبه إلا لرضاك عني
وكم مر بي من ابتلاءات خرجت منها كلها راضية ... بل ولم تترك في نفسي أى أثر ... ولم أشعر أصلاً إنها ابتلاء ولم أر فيها ما رآه غيري وأشفق على من جرائها
وتدحرجت إلى الآفة ...... وصبر الشيطان علي حتى أخذني في مقتل وأنا لاهية في عجبي بطاعتي ومحبتي .... وبدأت أقولها بيني وبين نفسي : الحمد لله أنا مختلفة .... أنا حاجة تانية ..... لم يمر أحد بما مررت به .. هل تراني يارب ..... هل ترى قوة إيماني بك وعظم حبي لك ........
يكفي هذا فلقد طالني العجب والكبر ...... وتعاليت بقدرتي ... وكثير دعائي
يكاد قلبي أن يتوقف ....كلما أذكر رحمة ربي ونعمته الكبرى وغروري الأحمق بقدرة منحها إياي سبحانه برحمته ورأفته وفضله الكريم
وجاءني اختبار ... بل أقل .... بل لاشئ ..... جاءني ذلاً ومهانة ...... ولم أتقبل ولم أنجو .... بل بكيت ودعوت وانهرت تماماً فيما لا ينهار به أحد بل ولا يعيره التفاتاً أصلا
طفل إذا قارنت سنواته بعمري الطويل ..... وخبرته بإماكاناتي الواسعة ..... طفل لا يملك لي ناقة ولا قطمير ولا أنتظر منه ضراً ولا نفعاً ... طفلاً بل لنقل شاباً اعترض طريقي في لحظة أحتاج فيها إلى يدي لتساعده وتسانده .... وكم مر قبله وكم سيمر بعده .... وبعد شهور من الامتنان والمحبة انقلب حاله- وسبحان مقلب القلوب- إلى العداء والكراهية ..... وابتكر لذلك كل الأسباب واستعمل في حقي كل الصفات الدونية ... واتهمني بما أنا منه بريئة .... وألصق بي كل نقيصة ...... وألقى بكل يد مددتها إليه إلى طين الرفض والامتعاض كمن يتخلص مما تعافه النفس الكريمة وتأباه
واجهني بالإهانة فصمت .... اتهمني بالكذب فأقسمت ..... نعتني بالخيانة والمراوغة فلم أزد إلا ضعفاً وذلاً
حاولت أن أستدعي عقلي .... فطنتي .... قدراتي ..... طاقتي على العبور السريع فوق سفاسف الأمور وجلائلها فما وجدت غير ألم يحرقني ... وعذاب يكوي ضلوعي ..... رأيت صاحباتي ودموعهن ..... واحتقرت نفسي أن أبوح بسبب دمعي .....
أين صاحبة القوة والقدرة ؟؟؟؟ أين المسلمة المستسلمة الراضية دائمة الابتسام
كانت هنا ....حين كانت معونة الله هي السلاح
كانت يد الله تحميني وتمنحني وتعطيني .... وتباركنييوترشدني حين كنت لا أبغي سواه .... ولا يشغلني إلا رضاه .... أما وقد رأيت في نفسي ما رأيت .... وتصورت أنى أوتيته على علم عندي وعمل .... فلقد أصبحت للنهش .... والسب ...... والإهانة ... والقسوة .......
وبكيت ... ومرغت جبهتي على تراب الأرض أتضرع إليه سبحانه أن يرفع غضبه عنّي ..... أن يجْبرني .... أن يسترني ....... أن يحميني من نفسي ومن الناس .... أن يسبغ علي ستائر فضله مرة أخرى ولا يدعني لنفسي ولا لسواها طرفة عين ولا أقل من ذلك
آه من عبد رفع الله عنه يده وتركه لذاته ... ودنياه ....
آه ..... رأيت الحديث بنفسي وتمثل في شخصي : وتسلط علي بذنوبي من ظلمني .
ولله الحمد من قبل ومن بعد | |
|
| |
freska كاتب فعال
عدد الرسائل : 957 تاريخ التسجيل : 26/01/2009
| موضوع: رد: اإن سألتم عن إلهي (الله) الجمعة أبريل 17, 2009 6:15 am | |
| إن سألتم عن إلهي ( العزيز).
والدي كان طبيباً قبلي ... ولكنه كان باطنياً ... أما أنا فقد اخترت الجراحة .... وكذلك هو لم يكن استاذاً جامعياً .. ولكني تفوقت ولله الحمد وصرت استاذاً في هذه الكلية العريقة .... تعلمت وتخرجت من أقدم المدارس الفرنسية وبالتالي كنت املك من وجاهة الدنيا الكثير ..... ولكني وبعد أن شببت في العمر وبدأت أترك آخر محطات المراهقة لأخطو إلى ساحات الرجولة ...وجدت أن كل شئ في هذا الكون لا يعتدل وينسجم إلا إذا ارتبط بحبل الله المتين ...... العروة الوثقى التي لا تنفصم ... لا إقول إني كنت بعيداً عن معية الله ولكني كنت أشبه الملايين الذين يتساوى ما لله عندهم مع ما لقيصر ..... فيضعوا بنود الأولويات حسب الرغبة والرؤية لا يهم إلى من يعود الأمر مادامت القضية في صالحهم وفيها سعادتهم المزيفة
أذكر أنني بعد أن تعلمت وبدأت السير في سبيل الله .... زاجراً نفسي وملزمها التقوى ...- وهو عمل لو تعلمون ليس بهين .... فهو الجهاد الحق ... الجهاد الأكبر - أذكر أنني تعرضت لواحدة من المحن التي صقلتني وجعلت شعاري الدائم هو : أنا بالله عزيز
كنت قد التحيت تأسياً بسنة رسول الله مع ما كان يتعرض له الملتحين من مشاكل ... ولكن والحق أقول .. بقدر ما طلبت من بعض أصدقائي أن يحلقوا ... لأنها وإن كانت سنة مؤكده فلا ينبغي للإنسان أن يُلقي بنفسه إلى التهلكة . لم أستطع أن أفعلها أنا .... فلم أكن أتعرض لما يعانون من إساءة ... ولا لأي أذى مما أتحفهم به زبانية الظلم فقد كان أحد مرضى أبي الدائمين واحداً من كبار الدولة ... صاحب نفوذ وسلطان .... ولذلك حين اقترب وقت ترشيحات وظائف هيئة التدريس قالها البعض ناصحين من القلب .... أو شامتين بخباثة
- احلق دقنك دي بقى يا حسام ... لحسن أمن الجامعة حيرفض تعيينك
- مش ححلق والأرزاق على الله
- يابني ما تضيعش فرصة إنك تبقى أستاذ
- مفيش فرصة بتضيع ..... اللي كاتبه ربنا هو اللي حيكون
صممت وأصريت ...مع أن أحياناً بيني وبين نفسي ساورني القلق .... وشعرت بالخوف أن أفقد طريقاً سرت فيه بكل دأب وعمل جاد إلى كرسي الأستاذية سنيناً طوالاً .. وقلت لنفسي مراراً وتكراراً .. ألم تنصح غيرك وتصر على إزالة لحيته ؟؟ ألم تأت لهم بالأدلة والبراهين ؟؟؟؟ ولكني رأيتني في موقف آخر .... لست خائفاً على حياتي ... ولا على أهلي وبيتي ... الحدوتة كلها باب رزق ...... فلن أتنازل ... وسأظل على حالي ..... ومن يدري إلى أين تسير السفينة ؟؟
وحصلت على الترشيح وبدأت السلم معيداً وظللت أرتقيه حتى حصلت على كرسي الأستاذية .... ولحيتي تزينني بل وأكثر من ذلك ..... لقد أيقنت أنني كلما تقربت إلى العزيز الكريم كلما أعطاني ومنحني رغماً عن أنوف الجميع .... فكنت أبدأ أي محاضرة بالحمد والصلاة والسلام على سيد الخلق ..... وحتى في المؤتمرات الأجنبية ... كنت أبدأ العرض الخاص بعملي بآية قرآنية ثم حديث شريف ... وأترجمهما إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية اللتان أتقنهما .....
- أنت مش حتجيبها لبر يا حسام ... أنت فاكر نفسك فين ؟؟؟؟ أحنا في انجلترا .... مش على باب السيدة
- وإيه يمنع إن الواحد يستشهد بآية قرآنية على شغله .... وإن كنّا في انجلترا ؟؟
- ده شغل تخلف ..... أمثال وآيات ... القرآن ده علشان تصلي بيه بس ....
- القرآن علشان نعيش به
- تعيش به بمنظرك ده ؟؟؟ الناس تقول علينا ايه ؟؟؟ دايماً نديهم صورة إن احنا متخلفين
- إيه علاقة هدومي بالتخلف ؟؟ التخلف ده في العقل
- بالذمة ده منظر ؟؟ أنت مش شايف الأساتذة لابسين إيه ؟؟ يا سيدي مش لازم تكون ايف سان لوران أو جورجيو أرماني .... أي بدلة وجيهة .... ودقنك دي تشيلها وطاقيتك دي ..... مش ممكن يا حسام أنت معندكش مراية
- يا باشا .. أنا لابس قميص وبنطلون ..... وجاكت ... مبلبسش كرافته ... ومش حقلع الطاقيه
- تعرف إن شكلك شبه اليهود ؟؟
- طيب ما كل اللي موجودين بيحترموا اليهود .... يبقى اشمعنى مش حيحترموني؟؟
- علشان .... علشان .... ده دينهم وهم فاهمينه ... لكن إحنا بقى دول متخلفة
- حضرتك مجبتش علاقة واضحة ..........................
كان رئيس الأقسام ..... واحد من أشهر جراحي العالم العربي بل والعالم .... فيه فظاظة ... لا يعرف إلا ما يرى .... بينه وبين الفرنجة عهد ونسب .... ويراني بلحيتي وطاقيتي شخصية متخلفة ...ماكان ينبغي لها أن تنضم إلى السلك الجامعي بل يكفيها أن تبيع البخور .... ولكنه لم يكن صاحب القرار حينئذ
كنت أشفق عليه من فقره الذى يبدو بين عينيه ... ولهفته على الدنيا والمناصب ... واستعداده لعمل أي شئ وكل شئ في سبيل الحصول على طموحاته وأمانيه ..... ومع ذلك فقد كان مصلياً .. وكثيراً ما فاجئني خشوعه في مسجد الجامعة حين كنّا نلتقي في جماعة ... فقد كان هذا ما لله ... أما خارج المسجد فكان من حق قيصر
وحمدت الله أن عافاني فقد كنت مثله يوماً ما : وكذلك كنّا من قبل فمنّ الله علينا
وظللت على حالي ... فخوراً بانتسابي لرب العالمين حنيفاً مسلماً .... عزيزاً بتمسكي بشريعته .... ومرت أعوام وسنوات .... وهذا حال الدنيا الدائرة فما سمعنا أنها توقفت أبداً ... وما رأينا حال صار إلى نفسه ....
بل يُقلب الله الليل والنهار ... فيكبر الصغير ويشيخ الكبير وتمر الأيام دُول بين الرجال ..... وسبحان من يبدل حال بحال .... وسبحان المغير ولا يتغير صاحب الدوام
- تعالى يا حسان أنا جعان جداً .... جلسة الصبح دي كانت دسمة قوي .....
- تعرف مطعم معين واللا أنا وأنت رزقنا على الله
- اكتشفت مطعماً امبارح في آخر الشارع بيعمل مكرونة هايلة
- ياحلاوتك إيه الشطارة دي كلها ...!!! ولا اللي اكتشف السمك في الميه !!! يابني احنا في روما ... إيطاليا ... يعني كلها مكرونة ... تعالى تعالى ... إحنا لسه حنمشي .... مطعم الفندق زي كل يوم وخلاص
دخلت انا وزميلي وجلسنا على إحدى الطاولات وطلبنا مكرونة إيطالية بالجبنة والكريمة .... لا تضحكوا فمعرفة اللغات معين كبير على الاستمتاع بجمال الحياة .... والفرنسية والإيطالية بنات خالة !!!!
- أنت هنا يا حسام ؟؟؟ أنا لسه واصل وسألت عليك
- أهلا يا باشا ... اتفضل
وقفت احتراماً لأستاذي ولو أنه خرج على المعاش ولم يعد رئيساً ولا غفيراً ..... ولكن هكذا علمنا الحبيب ... أن نوقر الكبير ونُنزل الناس منازلهم .. حتى لو أساؤا هم إلينا
- سعادتك وصلت متأخر ... المؤتمر ابتدى رسمياً من امبارح .... خير
- خير ... أنت عارف السن بقى .... مقدرش أتابع كل الجلسات ... أنا جاي أحضر جلسات النهارده وبكره ... وبعدين راجع على طول
- ياسلام يا باشا ... تيجي إيطاليا على 48 ساعة .....
- أنا ما كنتش حاجي ... أنا مبقتش أعرف أتحرك وحدي .... بحتاج حد يسندني ... وابني كان في باريس وبالعافية وافق يقابلني هنا لمدة ال 48 ساعة دول ... قبل ما نرجع مصر .. أهوه .. الواحد يحس إنه لسه عايش
- إزاي تقول كده سعادتك ؟؟؟ طيب ليه ما طلبتش مني؟؟؟ هو أنا مش تلميذك ولك فضل علي ؟؟ كنا اتفقنا وجينا سوى وسعادتك حضرت كل الجلسات
- يااااااااه !!! متشكر قوي يا حسام ولو إني متأكد إنك تعملها أنت راجل بتاع ربنا وبتخدم الناس كلها
- اللهم اغفر لنا جميعاً ....
- بس أنا برضه كويس .... مش كده يا حسام ؟؟ طول عمري بصلي ... فاكر لما كنت لسه في الكلية .. كنت بصلي الفرض وسنة ساعات ... مش كده ؟؟ أنت فاكر مش كده
- ربنا يقبل منك إن شاء الله
- لأ أنا بتكلم جد يا حسام ... طيب وهو العمل مش عبادة برضه ؟؟؟ طول عمري شغلي مهم عندي جدا ..... وأنا اكتشفت حاجات كتير ....
يكاد الرجل يتوسل إلي لأمنحه صك الغفران ... وبطاقة المؤمن الملتزم ... وكأني أملكها له أو حتى لنفسي ... وكنت أسمعه وأحاول أن أطمئنه إن الله غفور رحيم .... وأنه أكرم المسؤلين .. و .. و ...
وحين تفرقنا وصعد كل منّا إلى غرفته ... وضعت جبهتي على الأرض ساجداً حامداً شاكراً ... بل وسعيداً ضاحكاً باسماً ....... يا الله
صدق سيدنا عمر بن الخطاب ... نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزة في سواه أذلنا الله
وأنا فعلاً كنت وسأظل بالله عزيز .. | |
|
| |
freska كاتب فعال
عدد الرسائل : 957 تاريخ التسجيل : 26/01/2009
| موضوع: رد: اإن سألتم عن إلهي (الله) الإثنين أبريل 20, 2009 7:59 am | |
| ليالي باهي مشكورين علي المرور و عسي الله ان ينفعنا به جميعا | |
|
| |
freska كاتب فعال
عدد الرسائل : 957 تاريخ التسجيل : 26/01/2009
| موضوع: رد: اإن سألتم عن إلهي (الله) الإثنين أبريل 20, 2009 8:03 am | |
| إن سألتم عن إلهي ( النور).
حين رأيتها أول مرة تعجبت من هيئتها ... خمار كبير وجلباب يسترها حق الستر ... والكل يطل من بينهما وجه أشقر بعيون شديدة الزرقة وملامح أهل الشمال
فلما تكلمت تأكدت من تشخيصي ... كانت أجنبية من مكان ما ...وبالطبع مسلمة
تقاربنا وتحادثنا وأحببتها في الله من قلبي ... فقد كان فيها طفولة وبراءة وطيبة قلب قلّما تجدهم في امرأة تخطت الخامسة والأربعين واعتدنا الجلوس معاً نتشارك الطعام والحوار فعرفت أنها هولندية الأصل ... وأنها أسلمت من فترة ليست بالقصيرة
.... وفي أحد الأيام سألتها كيف أسلمت ؟؟ ولماذا ؟ فقالت:
لقد تربيت في بيت مسيحي متدين .. وكنت أنا أيضاً متدينة جداً ..لدرجة أنني فكرت أن ألتحق بالدير وأتحول إلى راهبة لخدمة ديني ... ولم أكن أعرف أن في العالم شئ اسمه إسلام أو مسلمون ... وذلك لإننا كنّا نعيش في بلدة صغيرة ولم يكن فيها أجانب فلمّا أنهيت دراستي الثانوية توجهت إلى مدينة كبرى للعمل ... وعملت كمدرسة في إحدى المدارس وهناك وجدت أبناء بعض الجاليات المسلمة وبدأت أسمع عنهم وعن دينهم ..فأصبحوا بالنسبة لي رغم كونهم هولنديين مجرد أشخاص مختلفة يعتنقوا مبادئ ظالمة .... يريدون أن يقتلوا العالم كله ليصبح مثلهم يركب الجمال ويتزوج الرجل فيه بأربع نساء
وكنت إلى جانب العمل قد التحقت بالجامعة لأدرس .. وهناك تعرفت على زميل مصري ... بادرني هو بالحديث وحاول أن يتقرب مني ...كان لطيفاً ....ودوداً ... مجاملاً .....دائم الابتسام فارتحت إليه وقبلت أن نكون أصدقاء وكانت المفاجأة حين عرفت أنه مسلم .... لم تكن هذه هي صورة الرجل المسلم في رأسي .... ولكني قلت في نفسي لعله هو المختلف
كانت زمالتنا على خير مايرام وقد فهمت فيما بعد أنه لم يكن مسلماً ملتزماً ... فقد كان يشبه كل معارفي من الهولنديين ... يشرب ويرقص .... ولكنه كان يفعل شيئاً واحداً مختلفاً .... كان يصلي .. وكنت أراه يسجد إلى الأرض وحين يعتدل كنت أرى على وجهه شئ لم يكن يظهر إلا في هذه اللحظة
ثم خطبني شاب يهودي من معارفنا وقبلت به ... وتعلقت به جداً حتى أني فكرت في تغيير ديانتي إلى اليهودية وارتديت النجمة على صدري ... وكنت فرحة جداً حين دعاني للذهاب معه إلى إسرائيل لزيارة أقاربه والصلاة عند حائط المبكى ..... حين ذهبت إلى هناك وبدأنا نتجول في المدينة القديمة كنت مبهورة بالآثار الدينية .... ورأيت المسجد لأول مرة في حياتي وعرفت أن هذا هو بيت العبادة للمسلمين وسمعت الآذان .... وأعجبتني النغمة وهزتني .. ولكني تصورت أن المسألة كلها مرتبطة بحبي الفطري للموسيقى والنغمات الهادئة
وحدثت حادثة قد يعتبرها البعض تافهة ولكنها كان مفرق هام جدا في حياتي ... فأثناء سيري في البلدة القديمة رأيت مجموعة من الشباب الإسرائيلي يتحرشون بفتيات مسلمات فلسطينيات لمنعهن من دخول المسجد ... فقفز إلى ذهني لحظتها هذه الجملة : هذا دين أنا لا أتشرف بالانتماء إليه.. فمهما تكن العداوة لا يصح ولا يجوز أن يستغل الشاب قوته ليضايق فتاة خاصة إذا كانت تسير في حالها مغطاة بالكامل ولا يبدو عليها أي عدوانية ...فخلعت النجمة وبدأت المشاكل مع خطيبي ... ثم انفصلنا
لم يكن طبيعياً أن أقبل الزواج من زميلي المسلم المصري ولكن حنانه ومساندته لي نفسياً وذهنياً أثناء الفترة العصيبة التي تلت فسخ ارتباطي جعلتني أقبل ... وجئت معه إلى القاهرة ... ورأيت ألاف المساجد وملايين المسلمين وبدأت أتعرف عليهم ... وعرفت أن زوجي ليس مسلماً مثالياً .... وأن هناك أشكال مختلفة ومستويات مختلفة وشخصيات مختلفة ولكن كلها لم تكن تركب الجمال ولم تتزوج أربع نساء والأهم من ذلك لم يكونوا يريدون قتلي أنا أو غيري ... بل وجدتهم مضيافين أكثر مما تحتمل المواقف
وظل زوجي على حاله ..يشرب الخمر .. ويسهر ويرقص ... وأنا لا يهمني كثيراً ما يفعل بالعكس كان يشعرني بعدم الغربة.... إلا في مسألة الصلاة .... وخاصة السجود ...
لم أكن قد جربت السجود إلى الأرض أو سمعت عنه من قبل ... ولكني كنت أعرف أن الرهبان في الدير حين يصلوا إلى قمة القرب من الله يسجدون على الأرض .... فظلت تراودني رغبة في أن أفعل مثل ذلك ... وفي أحد الأيام وبعد أن خرج زوجي ... فردت سجادة الصلاة .... ووضعت وجهي كله على الأرض كما أراه يفعل ... وبدأت أحاول التركيز في أي شئ ..... ووجدتني بلا وعى أنادي oh god ! oh god !
هل حدث ما أخرجني من الزمان والمكان ؟؟؟ هل حملتني الملائكة ؟؟ هل ؟ هل ؟؟ لا أعرف .. كل ما أعرفه أني رأيت كل أنوار الكون حولي تغمرني ... ...... ويبدو أني ظللت لفترة طويلة على حالي فأنا لم أشعر بزوجي إلا وهو فوق رأسي يناديني ... متى أسلمتي يا صوفي ؟؟؟ ماذا تفعلين ؟؟ من علمك الصلاة ؟؟؟
حين نطقت الشهادتين في الأزهر وبدأت في دراسة الإسلام أخذت أعلّمه وأتلو عليه ما حرّم ربي .... ونتعاون أن نستقيم معاً على الصراط الحق ..... وحين كان يريد أن يتملص من الطاعة كان يقول لي :
أنا مولود مسلم ولم أختر أن أكون كذلك ولم أرَ ما يساعدني ..... فبشويش علي حكمت..
وهذا اسمي بعد الإسلام وعلى فكرة هو اسمي قبله أيضا مع اختلاف اللغة | |
|
| |
freska كاتب فعال
عدد الرسائل : 957 تاريخ التسجيل : 26/01/2009
| موضوع: رد: اإن سألتم عن إلهي (الله) الأحد أبريل 26, 2009 4:24 am | |
| | إن سألتم عن إلهي (الرقيب) |
ممكن يا دكتوره بعد إذنك نقسط بس المبلغ ؟- على قد إيه يا حسن دول ثلاثة آلاف جنيه ؟- ممكن كل شهر 100 جنيه ؟؟ أنا مش عارف راحوا فين ؟؟ - ماهو مفيش حاجة اسمها مش عارف .... ضاعوا ؟ اتسرقوا ؟ راجع دفاترك وبلغني- حاضر يا دكتوره ... الله المستعانجلست على مكتبي الصغير في صالة استقبال المرضى ... ووضعت دفتر حساباتي أمامي .. ظللت أراجع كل البنود ... وأحاول أن أعصر مخي لأتذكر كل قرش تم إنفاقه في الأسبوع السابق ... ثم بدأت أتخيل حركتي بالنقود ..كم قبضت ؟ ومتى ؟ وأين وضعتهم ؟ ثم كيف أخذتهم ؟؟ وإلى من سلمتهم ؟؟ وهكذارأسي ينفجر ... أنا أعرف أن طلبي بتقسيط المبلغ على 30 شهر ضرب من الجنون ..... ولكن يعلم الله أن هذه الجنيهات المائة ستقسم ظهري .... فالوارد إلى بيتنا صادر في مصروفه ... ولا يتبقى منه شيئ وأحيانا في المواسم لا يفي بكل المطلوب ... ويرزقنا المولى من هنا وهناك . فما العمل يارب ؟روّعنى صوت جرس النداء ... هو أنا ناقص؟... سأغيره إن شاء الله حتى لا أقفز من الخضة كلما أرادت الدكتورة ناهد شيئاً- خد الظرف ده وصّله للدكتور مجدي ... فيه ثلاثة آلاف جنيه ... وهات منه الإيصال ... اوعى يضيعوا منك زى التانيين- ليه كده بس يادكتوره ... دي أول مرة- ربنا يستر وتبقى آخر مرة ... أنا نفسي أفهم راحوا فين؟- إن شاء الله حعرف ... - روح دلوقتي ... هو سعيد بره- لأ لسه ما جاش- أول ما ييجي تنزل تروح عيادة د. مجدي ... إحنا 10 في الشهر ...مش عاوزاه يكلمني يطلبهم- إن شاء الله يا فندم ...حاضرما إن جلست على مكتبي حتى تذكرت شيئاً هاماً جداً ... قلّبت في درجي الصغير فوجدت إيصالاً من د. مجدي بالمبلغ .... لقد سبق أن دفعت المبلغ منتصف الشهر الفائت ... ويبدو أن د. ناهد لا تتذكر .. يارب عفوك ... ثلاثة ألاف جنيه جائتني من السماء ..... أستطيع أن أخبرها أنى عثرت عليهم بين الأوراق ... أو أنى قد خبأتهم في حقيبتي وتذكرت الآن أين وضعتهم ... ولا خصومات ولا تقسيطوأين أذهب من رب العباد ..... ؟؟؟ ماذا سأقول له سبحانه حين أقف بين يديهولكنه كريم .... ولا يرضى بالظلم ... أنا لم أسرق المبلغ ولم أهمل في حياتي تسجيل أي حركة مالية تتم عن طريقي ... فهل حلال أن يجوع العيال ... ؟؟ وسأسدد المبلغ إن شاء الله ولكن على مهل .... كلما استطعت .... هى أصلا لم تقبل بفكرة ال100 جنيه قسط شهري ... ربما تخصم 200 أو 300 ... وماذا سيتبقى للأولاد وأمهم ؟؟؟ ومواصلاتي ؟؟ وماذا سيتبقى لي عند رب العباد ؟؟؟ ماذا سيكتب رقيب وعتيد عني ؟؟؟؟ نصيبي في الدنيا جائني بقدره واختياره سبحانه وتعالى ولكن نصيبي في الاخرة أشارك في صنعه بالتقوى والطاعة ... فهل أكون غبي لأفقد كلاهما ؟؟؟وكيف أقف أصلي بين يديه وقد خنته وهو يراني ؟؟؟؟ كيف أدعوه وأطلب منه الستر والصحة لي ولأهلي وأنا ماباليت بالحرام .... وكأنه ليس علي رقيبسأدخل للدكتورة ناهد وأعطيها المبلغ ..... والإيصال .... وأنام قرير العين ... والأرزاق على الله ... قد توافق أن تمهلني فترة للسداد وربما في هذه الفترة أتذكر أين ذهب المبلغ فمن غير المعقول أن يقع من حقيبتي مثلاً أو أن ينشله نشال .. يا الله !!!! فياض !!! عامل التنظيف ..... لقد لمحته يعبث في مكتبي بطريقة مريبة ولكني لم أهتم فقد وجدت أدراجي مغلقة بالمفتاح كما تركتها ... فتصورت أنه ربما كان يجرب فتحها !!!! ولكن هذا حدث فعلاً قبل أن يضيع المبلغ ... وقفت أمام أدراجي أنظر إليها فلم ألمح أي كسر .... أو محاولات للفك مثلا بمفك أو ماشابه .. خشبها نظيف لا جرح ولا خدش .... - د. ناهد- إيه يا حسن ... سعيد لسه ما جاش؟- لسه ... بس إحنا دفعنا المبلغ الشهر اللي فات ... وآدي الإيصال - إيه ده ؟؟؟ بجد ؟؟؟ أنا كنت ناسية خالص ... امتى ده حصل؟؟- فاكره حضرتك لما كنت مسافرة المؤتمر ... قلت لي ادفع للد. مجدي ثلاثة ألاف جنيه بتوع الجهاز .. - صحيح !!! فعلاً !!! طيب ما يمكن هم دول الفلوس الضايعة منك- للأسف لأ يا دكتوره ..... كان بودي والله ......وغلبتني ابتسامة ضعيفة ... خشيت أن تفضح تفكيري الإجرامي- بس أنا وربنا يسامحني ... بشك في فياض وقصصت عليها الواقعة ... - ده لو حقيقي أنا أبهدله ... بس إزاي ؟؟- ده اللي أنا مش عارفهكنت أقف امام مكتب الطبيبة الكبير وشانون أدراجها يبدو في أحد الأركان ولا تسألني كيف لمعت الفكرة .. واستاذنت منها بسرعة وخرجت إلى مكتبي .. ونمت على الأرض أنظر إلى ظهر الأدراج ..... وفجأة تذكرت أغنيه قديمة : سرقوا الصندوق يا محمد ... لكن مفتاحه معايا !!!!لقد تم خلع ظهر الدرج وتركيبه ...!!!! وأنا مطمئن لمجرد أنه مقفول بالمفتاحدخلت إليها مرة أخرى وأخبرتها بنظريتي وأنا سعيد بإلهام الله وكأني استعدت المبلغاستجوبه زوجها فيم بعد .. وكأن رجلاً شديداً لا تعرف الابتسامة لوجهه طريقاً .. واعترف فياض ... وأعاد جزءاً كبيراً من المبلغ ... وسامحني زوجها فيم تبقى ... بل وكافئني ب 300 جنيه - هات بيهم حاجة حلوة لأولادك ... أنت جوهرة وتستاهل كل خيررغم أنه قال هذه الكلمات بوجه صارم وملامح بلا ابتسام ولكني رأيت حناناً وإعجاباً في عينيه ... | |
|
| |
Harry Potter وسام برونزي
عدد الرسائل : 1387 العمر : 33 الموقع : www.nightpiper.blogspot.com المزاج : CONFUSED تاريخ التسجيل : 07/01/2009
| موضوع: رد: اإن سألتم عن إلهي (الله) الأحد أبريل 26, 2009 4:33 am | |
| القصه روعه قوى قوى قوى عجبتنى فعلا بجد تحفه ومش مهم مين اللى كاتبها بس تحفه تسلمى يا فروسك | |
|
| |
باهي مراقب عام
عدد الرسائل : 2409 المزاج : عال العال تاريخ التسجيل : 20/02/2009
بطاقة الشخصية الأول: 10
| موضوع: رد: اإن سألتم عن إلهي (الله) الأحد أبريل 26, 2009 4:46 am | |
| قصة حسن التي توضح الله الرقيب جميلة جدا وقد يتحمل الفرد نتائج إحساسه بإن الله الرقيب لكنه ينام قرير العين والحمد لله رب العالمين شكرا لك يافرسكا | |
|
| |
| اإن سألتم عن إلهي (الله) | |
|