درجن درجن - قصة قصيرة (مش اوى)

ومع تانى محاولة للقصة القصيرة
هى مش قصيرة اوى الحقيقة
^_^
اتمنى تعجبكم ان شاء الله
.
.

اثناء ماهو راجع من الكلية ..صاحبنا ده بقى بيحب اوى يركب الميكروباص
اينعم رغم المرمطة اللى بتحصل والحر والعرق
الا انها بتبقى لحظات جميلة جدا بالنسبة له شخصيا
وبعد يوم طويل فى الكلية
بيعتبر الميكروباص -ومن غير تريقة- حاجة زى الليموزين !
ويمكن ده اللى بيميزه عن كتير من الناس

يلا بينا تعالو
نسيب اليوم فى حاله
وكل واحد مننا يركب حصان خياله
درجن درجن
درجن درجن

بيحب يبص للناس ويسمع حكاويهم وكلامهم
احيانا يلاقى واحد وصاحبه قاعدين جمبه
وراجعين من امتحان وبيراجعوه
هوه خمن انهم اداب لغة عربية
لأن كل كلامهم كان حديث وفقه وسنة واحكام
وحس انهم لايق عليهم فعلا اداب عربى

هنهرب من النهاردة
ونهرب من المكان
ونطير
ونطير
ونطير مع نسمة شاردة
ونروح لأيام زماان

بيحب يقعد جنب الشباك
ويتابع الحياة وهى ماشية
ويشوف محلات وابراج وعمارات جديدة
بتتبنى
وعمارات ومحلات بتتهد
وطبعا مفيش برج بيتهد اليومين دول
ويفكر تفكيرة صغننة
اللى بنا العمارة او فتح المحل او البرج ده
احساسه ايه وهو بيتبنى ؟
وهل ياترى بعد كل المجهود اللى عمله فى البناء
والفلوس اللى طفحها
هيبقى ايه شعوره لما اللى بناه يتهد ؟

دى ايه
دى مدبغة
علشان دبغ الجلود
اه

وكمان برده الناس اللى بتبنى دى
بتعلى اوى فى البنيان كده ليه ؟
هم ماشيين بمبدأ ان اللى ليه برج ميضربش على واجهته ؟
ومفكروش وهم بيبنو
لو ماتو بعد عمر طويل (آمين)
ان ولادهم ولا احفادهم
هيتخانقو على البرج ده ؟
ولا هيتراضو ولا ايه اللى هيحصل بالظبط ؟

ودى ايه
دى مصبغة
علشان صبغ الجلود

كان بيتساءل الناس دى عاملة ازاى ؟
يعنى شكلها ايه ؟
مخلوقات تانية ؟
هوه مش احنا فى مصر ؟
اللى على خط الفقر ؟
اقل برج من ده مش اقل بكام مليون
وغير اسعار الشقق اللى بتبقى نار
واللى بيخليه يتجنن اكتر
ان فى ناس بتتهاااافت وتشترى الشقق اللى فى الابراج دى
ازاى طيب ؟
طيب هوه ممكن يبقى كده ؟
يعنى هوه عايش فى شقة عادية زى بقيت الناس
فى اسرة متوسطة الحال
واقصى حلمه انه لو بنى عمارة
تبقى كام دور على قده هوه واسرته
مش برج ولا مجمع سكنى !!
فعلا اللى معاه قرش محيره
يبنى برج حمام.. ويطيره

لكن !
ورا الصباغة
والألوان
والدباغة

وفجأة وهو قاعد بيتفرج على الابراج دى
وغايص فى تأملاته دى
تقع عينه على راجل عجوز كبير جدا
يادوب جلد على عضم
ويندهش اوى
ويحمد ربنا انه شباب
ويدعى ربنا انه لو كبر ميوصلش للمرحلة دى
وبيتخيل مع نفسه
الراجل العجوز ده
كان عامل ازاى وهو شاب ؟
كان شعره غزير اكيد
وكان اكيد فى لحم
وكان بيعاكس البنات ويقول
"نهارك سعيد يا اسعد نهار"
وممكن يتطاول ويمد ايده ..
"ممكن تتفضلى الوردة دى تعبيرا عن اعجابى بيكي؟"
وياسلام بقى لو الجو فى شوية هوا كان بيقول اكيد
"جو فى غاية البداعة .."

ياه عالدنيا..

فى جلد كان جمل
وجلد كان حمل
وكله بيتعمل
جزمة
وحزام
وشنطة

"احم , ممكن لو سمحت تديله واحد من خمسين ؟"
طبعا دي كانت من البنوتة اللى وراه وبتدفع الأجرة
وطبعا خرجته من افكاره اللى كان سرحان فيها
خد الفلوس منها و "واحد من خمسين ورا معاك يابرنس"
والبرنس ده التباع طبعا
وهنا بقى راحت عينه على الأسطى
تقريبا شاب برده فى سنة
بس اكيد خبرته مش اقل من راجل عنده 50 سنة
كفاية تشوف عينه الواسعة الذكية اللى بتقولك متلكش كتير معايا
ولا الندبة "البشلة يعنى ياعم البلطجى" اللى بطول جبينه
وبتقلك ان كلمة خناقة عنده
زى كلمة "يرحمكم الله" بعد اى عطسة
(متحاولش تفهم ايه العلاقة ومتركزش علشان هتهيس منى ابسولتولى)
وتشوفه وهو بيركب بنت "مزة من الاخر علشان الكلام الكتير"
وابتسامة كبيرة مع شوية معاكسات من طراز
"اوعى للقمر يابنى
يالهوى ياعيال هى الشمس
جت ركبت فى العربية معايا
وانا بقول الجو حر ! "
وتشوفه فى نفس ذات اللحظة والتاريخ
لما واحد يعينى من الزحمة كسر عليه
او اللى قدامه وهو ماشى جه يخش شارع ونسى يدى اشارة
اسمع كمية الفاظ زى الفل الحقيقة
"يابن التيت ده انا هطلع ميتيت اهلك
خد تعالى هنا
ولا علشان راكب عربية جمرك سافاجا يا تيت امك ! "

فى جلد ملهوش لون
وجلد بألف لون
لو تغسله بصابون
يطلع لونه اونطة

"لو سمحت ..واحد من خمسين ورا !"
الله يحرقك يابنت الدزمة
هوه مين التباع ياعنيا ؟
طبعا جالت هذه الخواطر فى باله
بعدما اخرجته من خواطره عن السواق
(حلوة الحتة الفصحى دى)
وهو بيقل للتباع
"واحد من خمسين ورا يابنى"
وهنا التباع ناوله الباقى
وقام صاحبنا ناول البت دى الباقى
وقالتله بنعومة
"شكرا !"
برده بنت دزمة
اينعم رقيقة بس اهه
كبرت فى دماغه بقى
صاحبنا بيبص عالتباع تانى
لاقاه بيغمزله !
ماشى يابن التيت انت كمان ليك يوم
وضحك التباع
هنا صاحبنا شاف ضحكة التباع
وحقيقي اثرت فيه
ضحكة صافية كده ونقية
قعد بقى يحلل فيه شوية
(هوه يحلل و يجي يخنقنا احنا بقى )
التباع كان ولد صغير
يعنى 14 سنة مثلا
شكله ظريف وعينه واسعة وتحس انه عايز يقول حاجة
بس مش بيقول
ياترى التباع ده
مفكرش يبقى دكتور ولا مهندس ولا حتى سفرجى
بدل المرمطة دى
وايه اللى جبرو على الشغل وهو صغير كده
اكيد ده بقى زى الافلام العربى
بيصرف على اهله بقى و..

"انت عديت غلط ياروح امك .. تك ! "
ده كانت ايد السواق على قفا التباع لأنه غلط فى عد الأجرة
صاحبنا شاف الموقف
وشه احمر واتضايق جدا

حرام بجد
فين كل المنظمات بتوع الأطفال
فين مادة حقوق الانسان اللى درسها فى الكلية
واللى لو سطر واحد منها اتطبق
الدنيا هتبقى كويسة
الطفل ده مش كان زمانه فى مدرسة وبيزاكر
ومش بعيد لو كان اتربى صح
كان بقى وزير ولا محافظ ولا دكتور

طبعا اكيد ابوه ميكانيكى وامه بياعة او ست بيت غلبانة
واخواته كل واحد بيسرح على رزقه
وهو التباع
مش معقول يكون ابوه دكتور وامه مهندسة
وهو مثلا واخد التباع دى هواية يعنى
او موهبة يمكن ؟

وسيبك من المصبغة
وصباغة المصبغة سيبك
وبص بص شوف
شوف الناس والظروف
يمكن تلقى الديابة لابسة فروة خروف

يمكن تلقى الغلابة فى اول الصفوف

"ايوا عمر معاك ياريس "
دى كانت من صاحبنا لأن محطته عمر افندى
جت خلاص وهينزل
وو دى من التباع
"اتفضل عمر يااصطاظ (استااذ)"
"تسلم ياعم .. اسمك ايه بقى ؟ "
" عريشة يا اصطاظ "
ابتسم صاحبنا
والقى نظرة اخيرة
على عريشة التباع
يمكن تلقى الغلابة فى اول الصفوف

ونظرة عالسواق
فى جلد ملهوش لون
وجلد بألف لون

ونظرة على راجل عجوز عدى من جمبه
فى جلد كان جمل
وجلد كان حمل
وكله بيتعمل
جزمة
وحزام
وشنطة

ونظره فوق للبرج اللى قدامه دلوقتى وبيشطبو فيه
لكن !
ورا الصباغة
والألوان
والدباغة

وطول ماهو ماشى يسمع حكاوى الناس من حواليه
وكلامهم وزعيقهم وصواتهم
هنهرب من النهاردة
ونهرب من المكان
ونطير
ونطير
ونطير مع نسمة شاردة
ونروح لأيام زماان

وفى الاخر يروح على بيته
ويدخل على سريره

وينام

يلا بينا تعالو
نسيب اليوم فى حاله
وكل واحد مننا يركب حصان خياله

درجن درجن

نظرا لظروف النت الزباله عندي
حفظتها
وهقرها واجي ااقولك رايي

ماشى ياستى

وانا مستنى رأيك السديد الشديد العميد

كويس انك بتستعين باغنية الكيت كات اللى غناها البطل في نهاية الفيلم
هي اختيار جيد لأنها معبرة ويمكن هي القصة نفسها
لكن اعتقد ان الصواب جانبك في مسألة الاسلوب على الرغم
من انك بتستعين بشخصيات عاديه في الحياة وممكن لغتهم تكون
اقل من كده مستوى وبيشتموا برضه ، لكن كان من الممكن انك
تنحي اللالفاظ دي جانبا عشان قصتك كانت تبقى افضل واجمل
عموما الاغنية حاضرة للجميع ومسألى بنائك عليها لقصة ده شئ
جميل ومش سيئ اننا نستعين بشئ ناجح ونبني عليه ابداعنا
بس المرة الجاية خلي بالك من ( تيت ) وبلاش منها افضل

حاضر يا استازى المرة الجاية هخلى بالى من تيت

ومنورنى دايما بآرائك

شكرا

تسلم يازوديك
على سعة صدرك
وكرم اخلاقك
وان شاء الله
يكون الآتي اجمل
كما تعودنا

قصة حلوة يا zod!ak
وعلى فكرة اللى انت حكيته عن الاحداث اللى بتحصل فى الميكروباص تقريبا صحيح
وفعلا لغة السواق والتباع زى ما قلت للأسف
وأسخم من كده كمان ولا بيراعوا وجود نساء واطفال فى العربية
ضيف على كده بقى لو عربية كسرت عليه والا جنحت تسمع مالذ وطاب من الشتائم
الكلام فى الموضوع ده كتير وعاوز له موضوع منفرد
شكرا ليك عالقصة الواقعية دى
وشكرا لأستاذنا على محاولة المحافظة على مستوى المنتدى ورفض الألفاظ الصريحة رغم انها واقعية وzod!ak أراد أن يشعرنا بواقعية الأحداث وطبيعة الأشخاص
بانتظار قصة أخرى

» 330كم/س .. قصة قصيرة
» حسين جمال - قصة قصيرة
» من يمشى فى الازقة -قصة قصيرة-
» أمسك بيد من تحب ~ * ``قصة قصيرة رائعة